شركة لآلئ آل محمود ..تاريخ مشرف مهد لحاضرٍ مبهر ومستقبلٍ مشرق بتجارة اللؤلؤ الطبيعي البحريني

شركة لآلئ آل محمود

تاريخ مشرف مهد لحاضرٍ مبهر ومستقبلٍ مشرق بتجارة اللؤلؤ الطبيعي البحريني

اسهم الموقع الجغرافي للبحرين في جعله مركزاً تجاريا مرموقاً منذ القدم . وكانت تجارة اللؤلؤ والغوص من أهم المهن ،ومصدراً رئيسياً للدخل .وبالرغم من تراجع هذه الحرفة بسبب اكتشاف النفط والانتشار الواسع للؤلؤ المستزرع بالاسواق ،إلا ان النخبة من تجار اللؤلؤ استمر في الحفاظ على هذا التراث الاصيل لشدة تعلقهم بهذه المهنة و يقيناً منهم بأنها ستعود بقوة الى الساحة لا محالة.

ومن ابرز العائلات الخليحية ذات الباع الطويل بمجال تجارة اللؤلؤ الطبيعي هي عائلة آل محمود المتشبثة بإرثها الذي انتقل منذ مائتين سنة بين اجيالها. بدءاً من الجد الأكبر الشيخ عبدالعزيز الذي كان محكماً بين النواخذة والغواصين، وصولاً الى الجيل الحالي بقيادة الوجيه عبدالزراق آل محمود المتمرس بالتجارة بكافة مجالاتها والمتخصص بتجارة اللؤلؤ والذهب التي ورثها عن والده وعلمها بالتالي لأبنائه وكريماته ليشكلوا بذلك الجيل السادس من هذه المهنة العائلية العريقة.

التقت اخبار الخليج بالسيد محمد عبدالرزاق آل محمود المدير العام  لشركة لآلئ آل محمود والذي تعلم اصول ومهارات الطواشة من والده منذ نعومة اظافره مع باقي اخوته  .ثم عزز خبرته العملية بالدراسة الاكاديمية والحصول على شهادات معتمدة بمجال الاحجار الكريمة والذهب من افضل المختبرات والمراكز المعتمدة بهذا القطاع.

"تجارة اللؤلؤ تحتاج الى صبر أيوب ومال قارون وحكمة سليمان" بهذه المقولة الذهبية بدأ السيد محمد آل محمود حديثه معنا موضحاً بأن الصبر والحكمة والحبكة التجارية هم مفاتيح الاستثمار المربح والاستمرار الناجح في مجال تجارة اللؤلؤ .خاصة بأن هذا المجال يفرض على التاجر تجميد رأس ماله لفترة زمنية غير محددة وذلك عند شراءه لللآلىءمن مصادر مختلفة والانتظار لسنين عديدة حتى يجمع العدد المطلوب من حبيبات اللؤلؤ المتناسقة مع بعضها والمناسبة لتشكيل عقد فريد من اللؤلؤ النفيس.

واخذنا معه بشريط ذكرياته عن طفولته التي كان يقضيها مستمتعاً مع حرفيي اللؤلؤ بإشراف والده فوق سطح المنزل، تحت اشعة الشمس ليضمن الحصول على رؤية واضحة لللآلىء ويدرب نظره على الفرد والفرز وتمييز اشكال واحجام اللؤلؤ بمسمياتها المميزة ومواصفاتها المذهلة. واستمر الابحار بهذا المجال الى ان تعلم  اسرارها و اصبحت لديه الخبرة الكافية ليميز جودة اللؤلؤ ومصدره بالعين المجردة ويفاوض الغواصين عند الشراء بكل ثقة.

أكد آل محمود بأن اللؤلؤ تجارة لا تبور وان الاقبال على اللؤلؤ الطبيعي شهد انتعاشاً ملحوظاً في السنوات الاخيرة خاصة بعد إطلاق الخطة الوطنية للؤلؤ الطبيعي التي اعتمدتها اللجنة التنسيقية برئاسة صاحب السمو الملكي ولي العهد نائب القائد الأعلى رئيس مجلس الوزراء والتي تهدف إلى جعل مملكة البحرين مركزًا عالميًا في مجال فحص اللؤلؤ الطبيعي، ومن المراكز الرائدة دوليًا في مجال استخراج وإنتاج اللؤلؤ الطبيعي ومنح الرخص للبحرينين لإعادة احياء مهنة الغوص. وأكد حرصه الشخصي على دعم الغواصين من خلال شراء محصولهم من اللؤلؤ الطبيعي وضمان حقوقهم طبقاً للأعراف والتشريعات المتعلقة بشراء وبيع اللؤلؤ الطبيعي.

 

وأوضح آل محمود بأنه يعمل يداً بيد مع افراد اسرته للسير قدماً نحو التميز والتفرد من خلال تصميم وتنفيذ قطع حصرية مطعمة بأجود وافخم انواع اللؤلؤ الطبيعي الذي تم جمع وانتقاء حباته بكل دقة من مختلف بقاع الارض. كما عرض علينا تشكيلة من النوادر التي يتم عرضها بركن خاص بمتجرهم الكائن بمجمع العالي والتي تحوي على قلادة عتيقة من العصر الفيكتوري تم شرائها من احدى المزادات العالمية واستبدال اللؤلؤ الذي بها باللؤلؤ البحريني الطبيعي لتصبح كنزاً لايقدر بثمن. كما تشمل المعروضات بمختلف محلات لآلىء آل محمود على اجمل المشغولات الفاخرة ذات التصاميم الكلاسيكية الرائعة بجانب التصاميم التراثية المرصعة بأجود انواع اللؤلؤ بتدرجات ألوانه المختلفة و الاحجار الكريمة والالماس بلمسات عصرية تتناسب مع جميع الاذواق. 

كما أضاف بأن لآلىء آل محمود حرصت بجانب تخصصها في مجال المصوغات اللؤلؤية، على عقد شراكات مع اشهر العلامات التجارية في مجال المجوهرات و اكتفت حالياً بكونها وكيلاً بالبحرين لدار بوشرون الفرنسية المتخصصة في تصميم أرقى انواع المجوهرات والساعات الماسية المبتكرة. أما بالنسبة لخطط الشركة المستقبلية فأكد بأن فتح فروع اضافية ليست من ضمن الاولويات معولاَ بذلك على النقلة النوعية التي حدثت بالتجارة الالكترونية خاصة بعد تفشي جائحة كورونا.ونوه بأنه يعمل حاليا على تحديث و تفعيل الصفحة الالكترونية للشركة والتركيز على التجارة الرقمية ومواكبة التطورات الحالية .

أما بالنسبة لمعرض الجواهر العربية الذي يعقد سنوياً بالبحرين،أشار آل محمود بأن الشركة دأبت منذ السنوات الاولى على المشاركة في هذا المعرض الذي يعتبر ثالث أفضل معرض عالمي متخصص في صناعة الذهب المجوهرات.كما اشاد بالتسهيلات الجمركية واللوجستية التي تقدمها حكومة مملكة البحرين لاستقطاب مختلف الشركات والعلامات التجارية العالمية بمجال الجواهر والساعات.

وختم السيد محمد آل محمود حديثه بذكر التحديات المتواجدة بالميدان ،وبين بأن تكدس العمالة الاسيوية بالورش المنتشرة بأسواق الذهب المحلية ومنافستهم للتاجر البحريني من خلال تقليد التصاميم الاصلية وصياغتها بأسعار زهيدة ذات جودة قليلة، ادى الى الاضرار بالتاجر والمستهلك البحريني على حد سواء. كما وجه بضرورة مشاركة الهيئات ومؤسسات الدولة المعنية في دعم تجارة الذهب واللؤلؤ الطبيعي من خلال تشكيل اللجان المختصة و نص القوانين التي تنظم سير العمل وتخلق فرص العمل للبحرينين بهذا القطاع الثري بالموارد البشرية والمواد الاولوية.

ابداعات لآلىء آل محمود غنية عن التعريف وتحمل كنوزها المصاغة بالذهب واللؤلؤ الطبيعي قصصاً تجسد تراث البحرين  وتبرزعراقة اصولها. ونحن على يقين بأن هذا الارث العريق سيستمربعطائه الفريد جيلاً بعد جيل.

 العدد الثامن صفحة جواهر الخليج -بصحيفة اخبار الخليج العدد 15714

نُشر بيوم الخميس -الموافق 18 شعبان 1442 -1 ابريل 2021