معرض مسقط الدولي للمجوهرات..منصة جامعة بين التقليدي الرائد ..والعصري الصاعد .

معرض مسقط الدولي للمجوهرات..منصة جامعة بين التقليدي الرائد ..والعصري الصاعد ..

حظى معرض مسقط الدولي للمجوهرات بنسخته العاشرة والذي عقد في الفترة من 3 إلى 7 ديسمبر 2019م بمركز عُمان للمؤتمرات والمعارض بشهرة واسعة و بإهتمام بالغ من قبل العارضين والمشتريين من محبي الجواهر والحلي لكونه واحداً من المعارض التي نجحت بأن تكون نافذة للمصوغات الخليجية الشعبية على العالم وبوابة دخول لمصممي المجوهرات والعلامات التجارية العالمية و الصاعدة على حدٍ سواء، من خلال التميز بطرح منتجات فريدة ومتنوعة تخطف الأنظار، وقطع رائعة مصاغة بأنامل مبدعة، واستعراض موارد وأفكار مبتكرة تجذب العاملين بهذا المجال مما جعلها فرصة ذهبية لا تفوت للمهتمين بهذا القطاع المزدهر ومحطة مهمة في رحلة البحث عن كنوز المعرفة بعالم المجوهرات. 

وجديرٌ بالذكر فإن معرض مسقط للمجوهرات لم يكتفِ بكونه الوجهة المثالية للمشتريين للحصول على المجوهرات الأكثر جمالاً وللبائعين من مختلف دول العالم لتعزيز حضورهم و أعمالهم بهذا المجال فقط، بل حمل رسالة اسمى من ذلك ورعى مبادرة كريمة بالتعاون مع الرابطة النمساوية من خلال طرح مزاد خيري لرعاية الأطفال في عُمان حيث قام الدكتور وولف بيالونزيك، الفائز بجائزة مصمم المجوهرات والمتخصص الشهير عالميا في مجال لؤلؤ ميلو، بعرض إحدى اروع إبداعاته في المزاد لصالح الأطفال المحتاجين بالسلطنة تحت مظلة "جمعية الأطفال أولاً". كما شمل المعرض على عرضٍ للأزياء ومعرضٍ مصاحبٍ للعطور وسحب على تذاكر الدخول لجوائز عبارة عن تذاكر سفر لتايلند مع الاقامة و اطقم من مجوهرات.

واثمرت زيارتي لهذا المحفل المميز بالكثير من الانجازات والفرص لبناء العلاقات والتعرف على رواد قطاع الذهب والمجوهرات  بالمنطقة ولعل لقائي بالتاجر الاماراتي  المخضرم "سالم الشعبيي" كان من اهمها ، حيث ابهرنا هذا الرجل الفاضل بتواضعه و دماثة خلقه وحنكته التجارية وتجربته الفريدة في صناعة الذهب والمجوهرات والتي بدأت من شارع الشيخ عبدالله بالمنامة واستمرت الى يومنا هذا بالازدهار في  دولة الامارات العربية المتحدة والتشعب في باقي دول المنطقة من خلال التركيز على التصاميم الخليجية التراثية ومزجها بالتصاميم الحديثة بالإضافة إلى المصوغات الماسية وغيرها من القطع التقليدية والتي كانت من احدثها العباية الخليجية المطعمة بالذهب .كما تحدث الينا عن تجربته في معرض الجواهر العربية بالبحرين واشار الى عدد من الملاحظات والعوائق التي حالت دون مشاركته بها بالسنوات الاخيرة وأكد على ان سبب مشاركته المستمرة في معرض مسقط للمجوهرات هي بسبب التسهيلات اللوجستية والادارية التي يقدمها المعنيين بالمعرض للمشاركين بالاضافة الى كونه فرصة مثالية للالتقاء بتجار قطاع الذهب وعقد الصفقات والإطلاع على ما تقدمه الشركات العالمية الأخرى.

كما كان لي في هذه الزيارة شرف اللقاء بمصممة المجوهرات العمانية ورائدة الاعمال "عاطفة اللواتي" التي شملتنا بلطفها وكرمها النابع من روح الضيافة العمانية الاصيلة واستمتعنا بزيارة جناحها بالمعرض والذي احتوى على تشكيلة مجوهرات مميزة من تصميمها الخاص بالاضافة الى مجموعة من المجوهرات والساعات العالمية بخيارات وتصاميم واسعة وبمستويات جودة متعددة تتناسب مع ذوق الزبائن من محبي المجوهرات الكلاسيكية التي يمكن إرتداءها يوميا وصولاً إلى الزبائن الذي تنشد القطع الغريبة و الغير التقليدية. 

أما ما أسر قلبي في هذا المعرض واستوقفني وجعلني اعيد ترتيب اوراقي واهدافي التي اصبو لتحقيقها بعالم المجوهرات فهي روعة الحلي التركية المطعمة بكسوة الكعبة المشرفة والتي بجانب القدسية والروحانية التي تطغى عليها فهي بمنتهى الجمال والدقة من ناحية الفكرة والتصميم والصياغة وأدت بلا شك الى رفع سقف التوقعات عند محبي الجواهر وشكلت تحدياً صعباً للمصممين المبتدئين كأمثالي . ووراء قصة النجاح الملهمة هذه جواهرجي تركي مبدع و مكافح "بكر كنتارجي" والذي قضى شبابه يعمل جاهداً في المملكة العربية السعودية وجامعا لكسوة الكعبة وغيرها من التحف والممتلكات الثمينة من التراث الاسلامي والعثماني وقرر بعدها الرجوع الى بلده والتخصص بالمجوهرات و اطلاق خط من التصاميم المبهرة المستوحاه من القران الكريم وغيرها من الافكار التي تخطف الأبصار وتسحر الألباب، ذهبًا كانت أم فضة أو حتى من الألماس قلما يمكن ان يقال عنها بأنها تحفة وثروة لمن يقتنيها.

ومن منظوري الشخصي كزائرة ومهتمة بالمجوهرات فإنني ارى بأن معرض مسقط للمجوهرات كان ناجحاً من نواحي عديدة و يحمل جدول اعمال طموح وواعد للمستقبل مما سيسهم بلاشك في تنشيط ديناميكية عمل قطاع المجوهرات بسلطنة عمان خاصةً ودول الخليج عامةً. وبالرغم من ضعف القوة الشرائية بالمعرض بحسب ما استشفيته من حديث العارضين فإن هذه المعارض تجد إقبالاً كبيراً من التجار والمستهلكين وهي في تطور مستمر وتمنح المهتمين فرص جيدة للترويج عن مصوغاتهم خاصة مع التراجع في الإقبال الذي شهدته أسواق الذهب مؤخرا نتيجة تأثرها بالأوضاع الاقتصادية العالمية. 

فشكراً يا سلطنة الابداع على الحفاوة وحسن الضيافة.. على امل لقاءٍ قريب في محافل المجوهرات والصياغة..