العطاء في زمن الوباء


العطاء في زمن الوباء..


حملت لنا 2020 من المفاجأت أسوأها ومن الدروس افضلها ،فالخطط المستقبلية التي تبنتها الحكومات والشركات للانتقال الى الحوسبة الرقمية والعمل والتعلم "عن بعد" أصبحت بين عشية وضحاها قيد التنفيذ. فبالرغم من طول المدة التي استغرقتها هذه الجهات في التخطيط والتفعيل الجزئي لهذه التقنية بالسنين الماضية إلا انها ابدعت بالتطبيق الشبه كلي لها عندما وُضعت أمام الأمر الواقع بعد تفشي فايروس كوفيد 19 وإلزام الجميع بالحجر المنزلي والتباعد الاجتماعي .

وقد تكون هذه الأزمة قد اثرت بشكل سلبي على اقتصاد الدول وحياة البشر ولكنها جمعت الشعوب على قلب واحد لمواجهة القدر. وأوجدت الحكومات مشكورة ً حلولاً إبداعية للتقليل من الخسائر وتخفيف العوائق لنعدي جميعا هذه الغمة بقوة وهمة وقامت بالعديد من الحملات التوعوية والارشادية لنشر طرق الوقاية من جانحة كورونا و استثمار وقت الحجر المنزلي بما هو مفيد بدلاً من التركيز على البحث عن آخر مستجدات انتشار المرض ورفع نسبة الوسواس والقهر.



وفي زمن الوباء ظهرت العديد من امثلة العطاء وبرزت الفطرة البشرية المحبة للخير والصبورة عند البلاء. فتسابق الأغلبية الى التطوع والمبادرة بتقديم  المساعدات العينية والمعنوية ايماناً منهم بروح المسئولية والخدمة المجتمعية. ولن اتطرق في مقالتي هذه عن الدور المشرف للطواقم الطبية والتعليمية وغيرها من الفرق التي ساهمت بشكل كبير في لملمة الازمة وتهدئة الأوضاع في ظل حكومتنا الرشيدة ،فلا توجد كلمات كافية لشكرهم وتقديرهم ولن توفي عبارات المديح والاشادة حقهم وسيخلد التاريخ جهودهم وسيرزقهم الكريم اجرهم. 



بل سأسلط الضوء على المبادرات الشخصية والعامة والأفكار الإبداعية التي طرحها أصحاب العقول الراجحة المتزنة لتوحيد الصف و تثقيف الناس وتوعيتهم بضرورة التكاتف واخذ الدروس والعبر من ما حصل وتقبل التغييرات والتأقلم معها واستثمارها لمصلحتهم من خلال التخطيط السليم لإدارة الموارد والمخاطر  وتوظيف التطور التكنولوجي في كافة المواقف. فالقادم سيكون مختلفاً والتجهيز له يُعتبر أمراً محتماً.



فبالاضافة لجُل تقديري للدعم الحكومي اللامحدود وتبرعات الايادي الخضراء  ومبادرات المدارس المشرفة في "التعلم عن بعد" و سياسات جهات العمل الناجحة في "العمل عن بعد"  أود ان اشيد بجهود الخبراء الفردية و كافة الجمعيات والشركات بمختلف تخصصاتها بتبديد التباعد الاجتماعي من خلال وسائل التواصل الاجتماعي وتقديم دروس مجانية توعوية في كافة المجالات وفتح الباب للجميع للمشاركة في هذه الفعاليات والحصص لتحسين مهاراتهم وقدراتهم للتصدي للأزمات المستقبلية بصورة افضل وأسرع.



فأصبح من الممكن ان يستغل كل شخص وقت فراغه بالحجر المنزلي بالانشغال بالأنشطة والفعاليات التي لم تكن من أولوياته ولم يكن يملك الوقت والمال الكافي للقيام بها. فكم هائل من البرامج المجانية تبث على الهواء مباشرةً من طبخ ورياضة ونصائح التنمية الذاتية من مختلف الدول وبكافة اللغات ،هذا بجانب الدروس التفاعلية على عدد من المنصات المختلفة المتوفرة على المتصفحات والتطبيقات الالكترونية.




وقامت العديد من المعاهد والجهات التدريبية بضرب عصفورين بحجر عن طريق طرح دورات احترافية قصيرة عن بعد بمبالغ رمزية ان لم تكن مجانية لتسهم بدورها المجتمعي في ظل الظروف الراهنة وكترويج لتوسيع نطاق انتشارها مستقبلاً من خلال الوصول لشريحة أكبرمن المهتمين من خلال نشر المعلومة والتسويق لخدماتهم ودوراتهم في هذه الدورات المجانية . أما بالنسبة للخبراء و الاختصاصين فقد قام اغلبهم باستخدام منصات التواصل الاجتماعي لرفع المعنويات و نشر التوعية والخبرات كلٍ حسب تخصصه من خلال البث المباشر والحوارات التفاعلية مما اسهم ببروز نجم الفئة المثقفة الراقية وزيادة عدد متابعيهم وفلول نجم المؤثرين السطحيين ذوي الأهداف المادية البحتة.




أما عن تجربتي الشخصية في هذه الفترة العصيبة فإني حرصت ان اقاوم أي أفكار سلبية واستغل الوقت بأمور توسع مداركي وتطور من مواهبي ولحسن الحظ فقد استفدت بشكل كبير من مبادرات خبراء الاقتصاد بما يختص بالتداول بالذهب وخبراء المجوهرات والمعاهد المعتمدة بهذا المجال بمختلف بلدان العالم وتمكنت من حضور عدد كبير من المحاضرات واللقاءات المثمرة عن بعد والحصول على شهادات احترافية بمجال الألماس والاحجار الكريمة. ولن اكتفي بالأخذ دون العطاء بل سأسهم بدوري المتواضع بنقل المعرفة والخبرة ورفع الانتاجية ونشر الايجابية.




شئنا أم أبينا فإن هذا الوباء قد غير الكثير من المفاهيم واخرج الكثيرمن الطاقات والابتكارات لحلول بديلة ذكية تفيد البشرية وسيشهد العالم نقلة نوعية الى الأمام على كافة الأصعدة وهنا يبرز دورنا جميعا كأفراد مؤثرين بالمجتمع من خلال التلاحم والتعاون والاهتمام بالتحصيل العلمي والابتكار المعرفي . فشكراً لكل انسان حمل على عاتقه مصلحة الوطن ولكل جهة ساهمت بتخفيف المحن . رزقنا الله وإياكم بالصحة والعافية والسلام والسعادة.


Comments

Popular posts from this blog

مصطلحات توضح التاريخ الزمني للمجوهرات

5 أمور يجب الالتفات لها عند شراء الذهب

تاجٌ يزين معصمك مدى الحياة.. لدى شركة متجر الكوهجي للساعات