حجر الألكسندريت..جوهرةٌ القياصرة التي تتحورتحت الاضواء

 
حجر الألكسندريت..جوهرةٌ القياصرة التي تتحورتحت الاضواء

من أروع الاحجار التي تم اكتشافها لأول مرة في عام 1832 ، اي منذ ما يقارب المائتين عاماً بأحدى المناطق القريبة من جبال الأورال الروسية. ويسمى "بحجر الاسكندر" و "حجر القياصرة" أيضاً نسبة الى القيصراسكندر الثاني والذي بلغ السن القانونية لتولي الحكم بنفس الفترة التي اكتشف فيها هذا الحجر النفيس وتم اهدائها له بهذه المناسبة. واصبح حجر الالكسندرايت مقترنا بالامبراطوية الروسية ورمزاً للقوة والسلطة وحزراً يحمي الاسكندر من اي خطر وشر. ولكن سرعان ما تغيرت هذة الفكرة خلال فترة الحرب العالمية الاولى والثانية وتم تسمية هذا الحجر بـ"حجر الارملة" واقترن به خرافة ان اغلب النساء اللواتي كن يرتدين التمائم او المجوهرات المرصعة بالالكسندرايت قد فقدن ازاوجهن في الحرب.
 وكانت روسيا حتى وقت قريب هو الموطن الوحيد لإنتاج هذا الحجر، حتى تم اكتشاف موقع اخر بالعام 1987 في ولاية ميناس بالبرازيل ومن ثم في  الولايات المتحدة الأمريكية، وزيمبابوي، والهند، ومدغشقر، وبورما وسيريلانكا. إلا ان الالكسندرايت الروسي الطبيعي بلونه المتميز حافظ على مكانته ويعد الى الآن من اجود انواع هذا الحجر العجيب واكثرها طلباً بالاسواق.
من غرائب حجر الالكسندرايت هي قدرته المدهشة على تحويل لونه من الأخضر المزرق في النهار، إلى الأحمر الأرجواني في الليل ،حتى انه صار يطلق عليه زمرد النهار وياقوت الليل. ولا يقتصر الوان الالكسندريت على هذا اللونين فقط بل يتحول الى اللون البنفسجي والذهبي والزيتوني والبني ايضاً.  وسبب تغير لونه يعتمد على مصدر النور الساقط عليه وقوته، أما تدرجات الالوان وأطيافها فتتباين بحسب المناطق التي يسري فيها الضوء.وجدير بالذكر بأن هذا الحجر الكريم يعد بالاساس معدناً شفاقا عديم اللون ينتمى لعائلة الكريسوبيريل وبه نسب معينة من عنصري الكروم، والبريليوم والحديد.
ويعد  الألكسندريت الحجر الخاص بشهر يونيو بالاضافة الى اللؤلؤ، ويقال بأن لديه خصائص شفائية لعلاج مشاكل الجهاز العصبي والطحال والبنكرياس ومفيد جداً لمرضى السكر . كما يعتقد الكثيرون بإن ارتداه يحقق التوازن والتجدد للبدن وينشط الدورة الدموية، وينقي الأوعية، ويحمي الغدد الليمفاوية من التضخم. اما قدراته الطاقية فيذكر بأن لونه الاخضر يبعث السعادة والامل و يخفف من الحزن ويمنح الراحة والهدوء.اما لونه الاحمر فيجعلك نشيطاً ومحاطاً بالحب. كما يقال بأن من يرتديه ينعم بالرخاء والخصوبة ويحفظ من شر الاعداء والارواح الشريرة .
يملك هذا الحجر النادر جاذبية وقيمة  توازي الاحجار الكريمة الاساسية بل من الممكن ان تكون اغلى منها ثمناً نظراً لتعدد اطيافها وندرة تواجدها. ويعد حضورها متواضعاً في تشكيلات المجوهرات العالمية بالرغم من سحرها وجمالها الخلاب . فقامت دار تيفاني بطرح عدد محدود من الخواتم المرصعة بالألكسندريت .وبرعت دار شوبارد في صياغة اقراط مذهلة على شكل طاؤوس مرصع بالزفير والالماس ويتناثر على ذيله حبيبات كبيرة من الالكسندرايت القلبية الشكل . كما ابهرتنا دار فابرجيه في تشكيلة التفاني -Devotion  المشهورة بخاتم مرصع بقطعة بارزة من هذا الحجر الطيفي و محاطة بقلبين من الالماس الشفاف.
قامت المعامل بإنتاج الالكسندريت الصناعي وطرحه بالاسواق، كما اخترعت نوعية من الاحجار التي يتبدل لونها بحسب مزاج ودرجة حرارة من يرتديها إلا ان الالكسندريت الطبيعي يبقى هو الامبراطور ونتمنى رؤية بواجهة المحلات بكل شكل ولون.



 صحيفة اخبار الخليج 

نُشر بيوم الخميس -الموافق ١٤ ذو القعدة ١٤٤٢

-٢٤ يونيو ٢٠٢١

Comments

Popular posts from this blog

مصطلحات توضح التاريخ الزمني للمجوهرات

5 أمور يجب الالتفات لها عند شراء الذهب

تاجٌ يزين معصمك مدى الحياة.. لدى شركة متجر الكوهجي للساعات