مجوهرات ديفيد ويب ..تصاميم أيقونية تجمع بين الألوان وعالم الحيوان

مجوهرات ديفيد ويب ..تصاميم أيقونية تجمع بين الألوان وعالم الحيوان

لأكثر من 70 عاما، حرص الصائغ والجواهرجي الأمريكي ديفيد ويب على صنع العديد من المجوهرات الخالدة ذات الطابع الصاخب والتفاصيل الملونة التي تجمع بين الحداثة والاصالة . واشتهر بتصاميمه الايقونية التي تشمل الأساور الحيوانية المنحوتة والمرسومة بألوان المينا الخلابة ، والقلائد الذهبية الضخمة والمثيرة ، والاستخدام الديناميكي لللآلئ والماس ، وقطع الكريستال الصخري وغيرها من نفائس الاحجار الكريمة وتقنيات صنع المجوهرات العريقة.

ولد المبدع ديفيد ويب بكارولينا الشمالية وقاده حلمه المتعطش لحياة المدينة الغامضة وشغفه الواضح بالفن والابتكارنحو العالمية بسن مبكرة. وتبنى عمه الذي يعمل في مجال المجوهرات موهبته وصقلها فكانت اول قطعة يصنعها بنفسه عبارة عن منفضة سجائر نحاسية موقعة برسمة عنكبوت معلق بشباكه .فكانت هذه القطعة هي باكورة أعماله الفريدة والتي غذت طموحاته الكبيرة عند وصوله لمدينة نيويورك بالعام 1948 .

يذكر ويب بأن شعوراً متضارباً قد كان يخالجه منذ البداية ودفعه حبه لجميع انواع الفنون لأن يقف متحيراً بينها، فكان تارة يريد ان يكون عالم آثار، وأحياناً خزفياً، أو صائغاً ولكن في النهاية كفة المجوهرات هي التي قد رجحت بالتأكيد واستطاع ان يجمع بين حبه لجميع الفنون بقطع من المجوهرات التي تثير الجنون.

في سن ال 23 ، افتتح متجره الأول وكانت حياته في مانهاتن تضج بالحماس وذات وتيرة سريعة وممتعة . فكان يقوم بزيارات نهارية إلى متحف متروبوليتان للفنون، ويحضرحفلات العشاء مع العملاء، إلى ان أصبح اختيار السيدة الأولى جاكي كينيدي لتصميم وصناعة هدايا الدولة الرسمية في عام 1962.

تألقت سيدات البيت الأبيض ونجمات هوليوود كإليزابيث تايلور وجينيفر لورنس وباربرا سترايسند ، بمجوهرات ديفيد ويب الساحرة منذ عقود.ولازالت السجادة الحمراء تتألق بتحف هذه الدار الراقية التي تزين النجمات الفاتنات. وكانت ابرزهم الفنانة الصاعدة كاميلا كابيلو والتي ارتدت في حفل الـ" مت غالا" مؤخراً اقراطاً متدلية من الذهب المطروق عيار 18 بلمسات من البلاتين وقطع من الالماس البرلنتي وخاتم ضخم بنفس النمط الفاخر على شكل قبة جعلت اطلالتها الليلكية البسيطة تضج بالفخامة والرقي.

تعتبر مجوهرات ديفيد ويب الرائعة ألوان المينا والاحجار الكريمة بتدرجاتها رموزاً خاصة بها ،كما تشمل تصاميمها العديد من التصاميم التي تحوي على مفاهيم مأخوذة من أصول أفريقية ويونانية وشرقية وبدائية تمثل مختلف الحضارات السابقة. واقترنت مجوهرات ديفيد ويب بالتصاميم المستوحاه من عالم الحيوان الثري بالغرائب والعجائب التي تلهم عقول المبدعين وتحرك أنامل الفنانين.

تم تصميم أول سوار مستوحى من الحيوان من ديفيد ويب في عام 1957 .واشترت السوارالمصاغ على شكل "التنين" الاسطورة إليزابيث تايلور ، وأطلق عليه لاحقا اسم "سوار إليزابيث تايلور ماكارا". و صنع ايضاً سواراً على شكل حمار وحشي من الذهب والبلاتين المرصع بالماس والياقوت وألوان المينا في عام 1963 ، والذي يمثل بالمناسبة شعار العلامة التجارية للدار.

بعد النجاح الساحق لتصاميم ديفيد ويب ذات الطبيعية الحيوانية ،استمر في ابهارنا بتصاميم اخرى مستوحاه من الابراج والرموز والحضارات القديمة ،كما تشمل تصاميمه على قطع مجوهرات مدمجة بالخشب بجانب قطعه الضخمة المميزة من ضمن تشكيلة شارع 57 بنيويورك وغيرها من التشكيلات القيمة التي كانت ولازالت موضع تقدير الجميع ليس بسبب جمالها ودقة تصنيعها فقط بل لمضمونها الذي يجمع بين الحضارات والفنون ليبقى خالداً عبر العصور.

وتم الاستمرار بالعمل على نهج ديفيد ويب الابتكاري حتى بعد وفاته الى ان تم شراء الدار في عام 2010من قبل عدد من جواهرجية العقارات المرموقين وهم مارك إيمانويل و سيما غداميان وروبرت ساديان ليستمروا في الابداع تحت مظلة ديفيد ويب للمجوهرات.

من صفحة جواهر الخليج -بصحيفة اخبار الخليج العدد 15896

نُشر بيوم الخميس -الموافق 23 صفر 1443

-30 سبتمبر 2021