حجر الفيروز ..حرزٌ يحميك من الشرور

حجر الفيروز ..حرزٌ يحميك من الشرور

يعد حجر الفيروز من أقدم الأحجار شبه الكريمة التي تم اكتشافها منذ آلاف السنين واعتبارها درعاً حامياً من الشر وجالباً للحظ. وكانت الشعوب القديمة وخاصة الفراعنة يقدسون هذا الحجر الأزرق ويستخدمونه عند ممارسة طقوسهم الدينية هذا بجانب كونه حجراً مختصاً بزينة الملوك وعلية القوم. كما كان المحاربين يتفألون بالفيروزويرصعون اسلحتهم به ليمنحهم القوة والحماية .و يذكر بأن الصينيون قاموا بإحتراف نحت أحجار الفيروز منذ أكثر من 3000 سنة. فيما اعتبرت الأساطير الهندوسية والفارسية حجر الفيروز مصدراً للرخاء والثروة.أما سكان أمريكا الأصليين كقبائل الاباتشي وحضارة الأنكا فقد آمنوا بقدرات هذا الحجر الخفية وتأثيرطاقته الإيجابية على ممارساتهم اليومية.

يطلق على حجر الفيروز باللغة الانجليزية "تركواز"و يرجع أصل هذا المسمى إلي اللغة الفرنسية والتي تعني (الحجر التركي) وذلك لأن الفيروز الذي كان يتم التداول به في الأسواق الاوروبية يشحن من الأراضي التركية بعد استخراجه من المناجم المتواجدة في أواسط قارة آسيا .

الفيروز هو حجر نصف شفاف وإسمه العلمي هو فوسفات نحاس الالومنيوم المائي،ويتراوح لونه ما بين الأزرق والأخضر، وغالباً ما تظهر فيه عروق بنية رفيعة تزيده جمالاً وسحراً. ويتواجد هذا الحجر السماوي في مناطق متفرقة بالعالم مثل الصين الذي يعتبر أكبر مصدر للفيروز، وإيران الذي يستخرج منها الفيروز النيشابوري . أما مصر فهي تنتج الفيروز السيناوي الجميل هذا بالإضافة الى دول أخرى كالمكسيك وتشيلي والولايات المتحدة الأمريكية.

حجر الفيروز هو حجر البخت لمواليد شهر ديسمبر ولطالما ارتبط التركواز بقدرته على الحفظ من العين الحاسدة و ضمان الصحة والحظ الوفير.كما يقال بأنه يوازن المشاعر ويحسن المزاج كما يجلب الشهرة والمال ويحفز على الابداع والابتكار.

ويعد الفيروز من الأحجار المفضلة لدى العائلات الملكية منذ الأزل و يرمز للذكرى الحادية عشرة من الزواج وفقاً للتقاليد الغربية.وتعشق العديد من الملكات حجر الفيروزكملكة الدنمارك مارغريت الثانية والملكة اليزابيث التي شوهدت متزينة في العديد من المناسبات ببروش من الفيروز الفاخر .

ويعد التاج الفيروزي الذي ينتمي إلى عائلة ساكس كوبورغ وغوثا من اجمل التيجان الملكية التي تميزت بطرازها الذي يضم مجموعة كبيرة من الأحجار الفيروزية ذات الشكل الشبيه بالأزرار التي تحيط بكل منها كوكبة من الالماسات الفاخرة ، موضوعة فوق إطار من اللفائف الماسية. ويعد هذا التاج الأسطوري جزءً من مجموعة ملكية تضم أيضا قلادة وأقراطا وبروشا. وانتقل هذا الطقم من دوقة ساكس كوبورغ وغوثا السابقة الأميرة فيكتوريا أديلايد، الى حاملة اللقب الحالية الأميرة كيلي زوجة الأميرهوبرتوس.

كان الفيروز ولا يزال مصدراً لإلهام العديد من دور المجوهرات العالمية ،فلونه اللافت للأنظار يجعله مفضلاً لدى الجميع دون استثناء.ونمطه الكابوشوني الأملس يجعله عنصراً جمالياً مهماً لنجاح اي تصميم كان.

من صفحة جواهر الخليج -بصحيفة اخبار الخليج العدد 15980

نُشر بيوم الخميس -الموافق 19 جمادى الأولى 1443

-23 ديسمبر 2021